البوليس في بيتنا
اليوم هو الثاني من ايام شهر رمضان المبارك. دخلت بعد العصر لانام قليلا لشعوري بصداع شديد وتراخي في الجسم بعد يوم طويل ممل. مضت فترة ليست بالقيصيرة بدأ النوم بعدها يسري في اعضاء جسمي وما ان وصل الى عيناي وبدئتا في التراخي حتى دخلت على ابنتي وفاء مذعورة دافعتا الباب بقوة جعلتني اقفز من السرير مفزوعا من صوتها الذي طن في اُذناي وكانه آت من وادٍ سحيق اوعالم اخر مضلم. كانت تصيح بأعلى صوتها مرددتاً "بابا..بابا..البوليس في الخارج يردونك..بسرعة بسرعة".
قفزت فزعاً من سرير غرفة النوم والتي اغلقتُ جميع نوافذها وجعلتها حالكة الظلام الامر الذي جعلني لا ارى امامي وكاد يرتطم وجهي بالباب الذي فتحته وفاء بشكل غير كامل. خرجت مهرولاً بملابس النوم لارى ما الخطب حيث وجدت ابنائي وامهم يتجمعون حول الباب وينظرون من شق صغير صنع نتيجة فتح الباب بشكل غير كامل. نظرت الى زوجتي فاتحتا عيناها وبدا على وجهها الذعر وقالت متسائله "مالذي حدث؟ ماذا هناك؟" قلت لها بلسان متثاقل بالكاد يُجمع الحروف ليخرجها كلمات "لا ادري، سنرى ماذا هناك". اكملت فتح الباب لارى امامي شرطيان يرتديان زيهما الرسمي بكل اناقة و بكامل عتادهما (لاسلكي على الصدر، هراوة صغيرة على الخصر الايسر، مسدس على الخصر الايمن). كان احدهما في العقد الثالث من عمرة طويل القامة رياضي الجسم بدا متأهباً وقد رفع صدرة ليبدوا اكثر قوة وفتوة وقد وضع يده اليمنى على المسدس المعلق على خسره الايمن ومسك بيده اليسرى باب المنزل وكأنه كان يتوقع غلقة في وجهه. اما الاخر فكان اكبر سناً ويبدوا انه الاعلى رتبه وهو الذي بدأ زمام المبادرة بالكلام قائلا "هل انت السيد فلان؟" قلت له وقد وضعت احدى يدي على جبهتي وحركتها لاسفل لامسح بها على عيني اليمنى وكأني اردت زيادة نسبة التركيز في ذهني لمحاولة فهم مايدور حولي "نعم انا هو! تفضل ما الخطب" قلت انا له.
رد قائلاً وقد نظر الى قصاصة ورق بيده قد مزقت بشكل غيرمنتظم من كراس ماعلى مكتبة بعد ان كتب عليها البيانات اللازمة والتى على مايبدوا قد امليت عليه بالهاتف. "هل تملك سيارة من النوع الفلاني؟" سأل الظابط. للوهلة الاولى ظننت انهم جائوا للقبض علي لشكهم انني احد اعظاء جماعة الدولة الاسلامية فقلت بيني وبين نفسي لعل احد يريد ان ينتقم مني فأبلغ السلطات السويسرية بأني انتمى الى ذلك التنظيم المرعب!, او لعلى ارتكبت جرما اليوم ولم انتبه لذلك وبما انهم بدئوا بالسؤال عن امتلاكي للسيارة فلابد ان اكون قد دهست احدهم اليوم في غفلة!
رد قائلاً وقد نظر الى قصاصة ورق بيده قد مزقت بشكل غيرمنتظم من كراس ماعلى مكتبة بعد ان كتب عليها البيانات اللازمة والتى على مايبدوا قد امليت عليه بالهاتف. "هل تملك سيارة من النوع الفلاني؟" سأل الظابط. للوهلة الاولى ظننت انهم جائوا للقبض علي لشكهم انني احد اعظاء جماعة الدولة الاسلامية فقلت بيني وبين نفسي لعل احد يريد ان ينتقم مني فأبلغ السلطات السويسرية بأني انتمى الى ذلك التنظيم المرعب!, او لعلى ارتكبت جرما اليوم ولم انتبه لذلك وبما انهم بدئوا بالسؤال عن امتلاكي للسيارة فلابد ان اكون قد دهست احدهم اليوم في غفلة!
قلت له بعد برهة من التفكير"نعم املك تلك السيارة، لاكن ماذا حدث؟" رد قائلا "ارني سأريك وسأريك ماذا فعلت" وكان كلامة ونظراته شزراً بحيث انعقد لساني واحجم من طرح مزيد من الاسئلة. سرقت النظرالى رفيقة الاخر فكانت نظراته هو الاخر يتطاير منها الشرر فلم انطق ببنت شفة. استاذنتهما في السماح باستبدال ملابس النوم بملابس اخرى فوافقا على مضض واذنا لي بذلك وعيناهما يملائهما الشك والريبة.
خرجنا الى حيث سيارتي ووقفت ان والاصغر منهما بجانبي وقد اخذ وضع الاستعداد والتأهب لمنعي من ارتكاب اي حماقة او هجوم مباغت او لمنعي من اغتنام اول فرصة لسحب المسدس من احدهما والتصويب عليهما او على الاقل لمنعي من اطلاق لرجلاي العنان والهرب منهما. اخذ الاخر يطوف حول السيارة باحثاً عن شئ ما على هيكلها الخارجي. قلت في نفسي متسائلا "برب السماء مالذي يمكن ان يكون قد علق بسيارتي ويبحث عنه هذا الرجل؟ هل من الممكن ان يكون احد اعضاء الشخص الذي دهسته لاتزال عالقة بسيارتي؟". لا اخفي قولا انني بدأت اتخيل واتصور ذلك الشرطي وقد سحب رجل امراه او ذراع رجل من اسفل السيارة وبدأ يلوح بها في وجهي قائلا " ارأيت ماذا فعلت اليوم؟ لقد مزقت اليوم شخصا اربا بسيارتك"، او قد مرر اصبعة السبابة على سطح السيارة السفلي ثم رفعه للاعلى واصبعة يقطر دما وهو يقول لرفيقة "ارأيت الدم لايزال ساخن على السيارة". الا انه ايقضني من خيالي الكابوسي المرعب ذلك متسائلاً: "اين كنت اليوم بسيارتك؟ هل ذهبت بها الى داخل المدينة اليوم؟" قلت مجيبا "نعم لقد ذهبت اليوم الى صلاة الجمعة بالسيارة, لاكن ماالذي حدث؟" سألت وقد جف حلقى وبالكاد استطعت ان اكمل سؤالي. ابتعد قليلا وبدا يتحسس بيدة بعض الختوش اسفل خلفية السيارة وردد قائلا " هل شعرت بشئ ما هناك؟" قلت "لا لم اشعر بشئ"
قام الرجل بالاتصال بالشرطة المركزية التي طلبت منه الحضور الي واخطرهم بما وجد وحدث وسألهم عن الخطب.
فقال لي انهم اخبروه ان احدهم قد جاء الى الشرطة مشتكيا انك ختشت سيارته وانت تحاول ان تصف سيارتك في المكان المخصص وكان ذلك المكان ضيق ولا يسع للسيارة فلمست خلفية سيارتك مقدمة سيارتة الفارهة ذات الطلاء الخاص والغالي الثمن"
ما ان سمعت ذلك حتى تنفست الصعداء واخرجت زفرة وقلت في نفسي:
"لابارك الله فيكم ولا حياكم ولابياكم, اكل هذا من اجل ان سيارتي لمست سيارة ذلك اللعين ولعلها لم تحدث بها الا ختش مثل ثقب الابرة."
ويبدا لي ان الرجل لم يكم يعي مالخطب هو ايضا فقد تغيرت تعاليم وحهه وارتخت اعصابة بدوره. واكاد اجزم ان الرجل كان ينفذ الاوامر الصادرة له بدون وعي, لان طريقتهم كانت تنم عن سوء ظن كعادة المخبرين والمحققين.
اخذ مني رقم الهاتف وقال لابد من ان نجري اختبار نسبة الكحول فقلت "اني لا اشرب الكحول اضافة اننا في شهررمضان واني صائم!" قال "هذا اجراء روتيتي لابد من عمله". بعد ان نفخت في ذلك الجهاز الصغير وكانت النتيجة صفر في المئة قام بتسجيل القيمة وقال يستصل بك احدهم لمواصلة الموضوع وتركني مصافحا ومتمنياً مسائا جميلاً.
العبرة المستخلصة من هذه القصة القصيرة ان العدل اساس الملك وان ازدهار الدول وتطور الامم مرهون بحفظ الحقوق واداء الواجبات ورفع الظلم عن الناس. فصاحب السيارة وان كان امرة وحقة بسيط ولا يكاد يذكر البته, الا ان الشرطة كانت في خدمته وعملت على جلب حقة وان قل.
اما بالنسبة لي فلايشكل الامر شئ ذو قيمة فشركة التأمين ستقوم بدفع القيمة مهما كانت صغيرة او كبيرة الا ان الرعب الذي عشته للحظات اخذ وقتا طويلا الى ان زال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق